ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﺍﻇﻠﻤﻨﻲ ﺑﻌﺪﺍﻟﺔ
ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺃﺳﻄﺮ ﻛﻠﻤﺎﺗﻲ ﻟﻜﻦ ﺳﺄﻛﺘﺒﻬﺎ ﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﺍﺷﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﻭ ﺍﺟﻌﻞْ ﻋﻘﻠَﻚ ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬـﺎ .
ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﺍﻧﺎ ﻣﺤﺎﻣﻲ ﻭ ﻟﺪﻱ ﺍﺳﺌﻠﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻳﻐﺺُ ﺑﻬﺎ ﻋﻘﻠﻲ ﻛﺄﺯﻗﺔ ﺍﻟﻤﺤـﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻀﺔ .
ﺍﻧﺎ ﺍﻋﻠﻢ ﺑﺎﻥ ﻻ ﺳﻠﻄـﺎﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ، ﻟﻜﻦ ﺣﻘﻮﻗﻲ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﺳﺘﻜـﻮﻥ ﺣﻘﻮﻗﻲ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎً ﻋﻠﻴﻚ ،
ﺍﻋﺬﺭ ﺟﺮﺃﺗﻲ ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﺪﺕَ ﺍﻧﺖ ﺍﺣﻴﺎﻧﺎً ﻋﻠﻰ ﺳﻤﺎﻉ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺯﻣﻼﺋﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ( ﻳﺘﻨﺎﻓﺨﻮﻥ ﺷﺮﻓﺎ ) ﻓﻲ ﺧﻠﻮﺍﺗﻬﻢ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﻣﺎﻣﻚ ﻓﻘﻂ ﺍﺳﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ ( ﻣﻌﺰﻭﻓﺔ ) ﺍﻟﺘﻤﻠﻖ ﻻﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﻫﻞ ﻟﻼﺣﺰﺍﺏ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﺍﻭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ؟
ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘُﻚ ﻣﺮﺓ ﻛﻴﻒ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺤﻔﺎﻭﺓ ﻭ ﺍﺟﻠﺴﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘـﻚ ﻭ ﻗﻄﻌﺖَ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻌﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﺗﺬﻛﺮ ﻳﻮﻣﻬـﺎ ﺍﻳﻀﺎ ﻛﻴﻒَ ﺻﺮﺧﺖَ ﺑﻮﺟﻪ ﻣﺤﺎﻣﻲ ﺷﺎﺏ ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺪﻓﻊ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﻘﻴﺐ ( ﻋﻘﺪ ﺯﻭﺍﺝ ) ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺑﺘﻌﻘﻴﺐ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻣﻨﻪ ﻳﻮﻣﻴـﺎً .
ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻮﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺨﻄﺄ ﻟﻜﻨﻲ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﺗﻔﺮﺡ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄـﺎﺀ ﻭ ﺗﺼﺮﺥ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻠﺘﻤﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻻﺕ ﻭ ﻟﻢ ﺃﺳﺎﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻋﻨﺪﻣـﺎ ﻃﺎﻝ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻱ ﺍﻣﺎﻣﻚ ﻷﻧﻚ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﺘﻤﺸﻴﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ( ﻓﻼﻥ ) ﺍﻭ
( ﻓﻼﻧﺔ ) ﻭ ﻟﻢ ﺍﺣﺘﺞ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻋﻨﺪﻣـﺎ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻬﻚ ﺷﺎﺣﺒﺎً ﻭ ﺍﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻲ ، ﺍﻃﻠﺐ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﺑﺘﺴـﺎﻣﺎﺕ .
ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﺍﻥ ﺗﻄﺒﻴﻘﻚ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﻇﻠﻢٌ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺪﻱ ﻓﻘﻂ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻱ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺘﺜﻨﻲ ﻣﻨﻪ ﻣﻌﺎﺭﻓﻚ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻼﺕ ﻟﻠﺬﻳﻦ ( ﺍﻧﻌﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ) ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﺍﻧﻲ ﻛـ ( ﺍﻟﻤﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ) .
ﻳﺎ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﺍﻇﻠﻤﻨﻲ ﺑﻌﺪﺍﻟﺔ ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺎﺩﺭ ﺩﻭﺭﻱ ﻭ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﻟﻐﻴﺮﻱ ،
ﺍﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺍﻗﺐ ﺃﺧﻄﺎﺋﻲ ﻭ ﺗﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ،
ﺍﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺭﻯ ﻏﻴﺮﻱ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ،
ﺍﻭ ﻋﻨﺪﻣـﺎ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،
ﻫﻨﺎ ﺳﻮﻑ ﺍﺷﻌﺮ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ ﺗﺼﺮﺥ ( ﺑﺄﺳﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ) ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺎ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻪ ،
ﺳﺄﻃﺎﻟﺐ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻓﺎﻟﻤﺤﺎﻣﻮﻥ ﺍﻗﻮﻳﺎﺀ ﺑﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ، ﻭ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻔﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﺃﻳـﺎً ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ...