ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ
ﺇﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ، ﻭ ﻛﺬﺍ ﻳﺨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻪ ﻣﺴﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﺪﺧﻞ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻥ ﻋﺪﻣﻪ .
ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻪ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺼﺮﻑ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ، ﻭﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻑ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻣﻨﻔﺮﺩ ﺃﻱ ﺍﻣﺎ ﻳﺼﻄﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓ ، ﻛﺎﻟﻬﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ، ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻪ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓ ﻭ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺐ ﺃﻱ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻑ ، ﻭ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪ ، ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ ﺇﺭﺍﺩﺗﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺃﺛﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺇﻣﺎ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﺣﻖ ﺃﻭ ﻧﻘﻠﻪ ﺃﻭ ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﺃﻭ ﺇﻧﻬﺎﺋﻪ ، ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻹﺭﺍﺩﻱ ﻟﻠﻄﺮﻓﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺟﻮﻫﺮ ﻭ ﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻸﻃﺮﺍﻑ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﻢ . ﻭ ﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺒﻴﻊ ، ﺇﺫ ﻫﻮ ﻋﻘﺪ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻪ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﻓﺎﻟﺒﺎﺋﻊ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻠﺰﻣﺎ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺒﻴﻊ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮﻱ ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻠﺰﻣﺎ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎ ﺍﺷﺘﺮﺍﻩ ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ ، ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﻄﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻻ ﺩﺧﻞ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻣﺔ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻭ ﺗﻮﺟﺐ ﻟﻬﻢ ﺣﻘﻮﻗﺎ ، ﻭ ﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ، ﻓﻤﺘﻰ ﻣﺎ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺭﺛﺔ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻬﺎﻟﻚ ، ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻜﺘﺴﺒﻮﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻳﺘﺤﻤﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺩﺩﻳﻮﻥ ﻭ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻗﺘﺴﺎﻣﻬﺎ ﻓﻬﻢ ﻳﺼﺒﺤﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻣﺪﻳﻨﻴﻦ .
ﺇﺫﻥ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺎﺑﻞ :
- ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻑ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ
- ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻔﻲ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ...