أخر الاخبار

التغذية والأطفال والصحة - مهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

لا شك في أن التغذية المتوازنة تلعب دوراً مهماً في مراحل الحياة كلها، خصوصاً للأطفال الصغار الذين هم في طور النمو.لا يوجد غذاء واحد بعينه يستطيع تأمين هذه التغذية المتوازنة، اي أن يؤمن كل العناصر الضرورية للجسم بالكميات المناسبة والاحتياجات الضرورية، من هنا لا بد من دمج مجموعات الأغذية بعضها مع بعض من أجل تأمين النواقص وتحقيق نمو طبيعي وسليم للطفل.

ثمة علاقة قوية بين الغذاء والصحة، 
فالغذاء المتكامل والمتوازن يؤثر إيجابا في عمليات النمو العقلي والجسدي وتحسين اللياقة البدنية ثم مقاومة الأمراض والمساعدة في شفائها،كما تعزز مستوى الذكاء، والقدرة على التحصيل العلمي، إذ تخلف نوعية التغذية في الصغر أثرا مهما في الكبر.

يبدأ هذا التأثير من اليوم الأول من خلال اختيار الأم لنوع الرضاعة التي ستوفر لرضيعها فحليب الأم الغذاء المثالي له ويتناسب مع حاجته الفيزيولوجية ومتطلباته الحيوية ، لأنه يحتوي على عناصر غذائية كافية و بنسب ثابتة وكافية. بالإضافة إلى أنه غني بمواد مضادة للعدوى، مما سيكسب الطفل المناعة ضد مجموعة من الأمراض الالتهابية والفيروسية خصوصا والاضطرابات الهضمية والإسهال وحساسيات الطعام. .ليس هذا فقط بل حتى على المستوى النفسي كذلك تمنح الرضاعة الطبيعية الطفل حبا وحنانا ودفئا وشعورا بالأمان والطمأنينة للرضيع.
عندما يصبح الطفل في سن أكثر يتأثر بما يعرض من إعلانات، حيث أنها تؤثر بشكل كبير في تغذية الأطفال واختياراتهم الغذائية. فهي أخطر ما يوجه السلوك الغذائي للطفل، وبالتالي تؤثر على نموهم.


بإلقاء نظرة سريعة حول تغذية أغلب الأطفال سنجد أنها تتسم باحتوائها على الكثير من الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر المحلاة والشيبس المملح، في المقابل نجدها فقيرة من ناحية تناول الخضروات والفواكه والحليب والسمك. ونتيجة هذه التغذية الخاطئة ظهور السمنة منذ الصغر، تسوس الأسنان، فقدان الشهية للغذاء الصحي، يكمن المشكل هنا في أنه عندما لا يحصل الطفل على ما يكفي من الغذاء أو النوع الصحيح من المواد الغذائية فإنه يكون قريبا من الإصابة بسوء التغذية. وحتى إذا كان الطفل يحصل على ما يكفيه من الطعام، فسوف يعاني من سوء التغذية إذا كان الطعام الذي يأكله لا يوفر له القدر المناسب من المغذيات اللازمة من - الفيتامينات والمعادن - لتلبية احتياجاته الغذائية اليومية.

إن الطفل الذي يعاني سوء التغذية يناضل جسده من أجل القيام بوظائف عادية كالنمو ومقاومة الأمراض ويصبح العمل البدني أمرا صعبا لا يقوى على تحمله، بل ويمكن أن تتقلص قدراته على التعلم. إن سوء التغذية في سن مبكرة يؤدي إلى انخفاض في معدل النمو البدني والعقلي في مرحلة الطفولة. فقد جاء في تقرير عن حالة التغذية في العالم للجنة الدائمة التابعة للأمم المتحدة أن سوء التغذية يؤثر على النمو الجسدي ويؤدي إلى ظهور نقص في الطول عند الأطفال المصابين به، ويظهر التقرير نفسه أن نقص اليود هو السبب الأكبر في العالم وراء التخلف العقلي وتلف المخ، لذا فنقص التغذية قد يؤثر حتى على أداء الطفل في المدرسة.

لتجنب سوء التغذية، تعتبر أول سنتين من حياة الطفل مهمة لمنع نقص التغذية في مرحلة الطفولة لاحقا، والتي قد تسبب أضراراً لا يمكن تداركها فيما بعد، لذا لابد من اتباع الضوابط والإرشادات الخاصة التي تمكن من توفير كافة العناصر المغذية الأساسية، بما فيها الفيتامينات والمعادن، من خلال الحفاظ على نوعية وكمية الغذاء التي يتناولها الأطفال، وكذلك توفير البيئة والرعاية الصحية الملائمة لنموهم.

يمكن أن تؤدي الإصابة ببعض الأمراض إلى سوء التغذية، حيث يصبح من الضروري علاج المرض للتخلص من سوء التغذية، فإما أن يكون نتيجة أو سبباً مساهماً. ولذلك لابد من مراقبة ما يتناوله الأطفال والسعي الجاد إلى تغيير السلوكيات الغذائية الخاطئة لديهم، وهنا لابد للوالدين من أن يكونا في المستوى المطلوب، باعتبارهم القدوة الحقيقية للطفل، لأن ما يأكله الوالدان سيسعى الطفل إلى تقليده وتناوله هو أيضا، لذا من المهم جدا توفير الغذاء الصحي داخل المنزل، وتعريف الطفل بالأغذية التي لا تناسبه، مع تلقينه بعض العادات الغذائية السليمة مثل تناول وجبة الإفطار وترغيب الطفل في تناولها، ومحاولة التنويع فيما نقدمه من أطعمة في هذه الوجبة، توفير الحليب والفواكه على أشكالها، خصوصا المحببة لديهم بصورة دائمة في الثلاجة، تعليم الأطفال في سن التمدرس كيفية إعداد وجبة صحية في حالة الجوع.

في حالة كان الطفل يعتمد في تغذيته على مطعم المدرسة.
يجب على الآباء التأكد من أن المدرسة تقدم طعاما صحياً، أي يحتوي على الأطعمة الصحية التي تنمي وتحسن سلوكه الغذائي، وليس مكانا يهدف إلى الربح على حساب صحة الأطفال.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-